عن المدونة

فكاهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 5 مارس 2013

فكاهة الرسول صلى الله عليه وسلم

البسمة والفكاهة والمرح في الأحاديث النبوية

الضحك والمرح و روح الفكاهة سلوك اجتماعي يرتبط بالإنسان دون غيره من المخلوقات ، و قد اعتبره البعض فنًّا ابتدعته النفس البشرية لمواجهة ما في حياتها من شدة و قسوة و حرمان ، و لكن الحقيقة أنه آية من آيات الله في خلق البشر ، فهو سبحانه الذي ميّز الإنسان بالضحك والبكاء إلى جانب أشياء أخرى كثيرة على رأسها العقل والنطق قال تعالى : " وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى " ( سورة النجم( .
و إسلامنا دين عظيم ، لا يصادر الفطرة البشرية و حاجة الإنسان إلى المرح والضحك والانبساط ، بل على العكس ، يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة ، و يحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشة ، و يكره الشخصية المكتئبة المتطيرة ، التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود فالضحك والمرح والمزاح أمر مشروع في الإسلام ، و قد دلّت على ذلك النصوص القولية ، والمواقف العملية للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) و أصحابه . و ما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلى شيء من الترويح يخفف عنها أدواء الحياة و قسوتها ، و تشعب همومها و أعبائها ، كما أن هذا الضرب من اللهو والترفيه يقوم بمهمة التنشيط للنفس ، حتى تستطيع مواصلة السير والمضي في طريق العمل الطويل ، كما يريح الإنسان دابته في السفر ، حتى لا تنقطع به .
فمشروعية الضحك والمرح والمزاح لا شك فيها ، و لكنها مقيدة بقيود و شروط لابُدَّ أن تُراعى ، منها : ألا يكون الكذب والاختلاق أداة الإضحاك للناس ، و ألا يشتمل على تحقير لإنسان آخر ، أو استهزاء به و سخرية منه ، إلا إذا أذن بذلك و رضي ، و ألا يترتب عليه تفزيع و ترويع لمسلم ، و ألا يهزل المسلم في موضع الجد ، و لا يضحك في مجال يستوجب البكاء ، فلكل شيء أوانه ، و لكل أمر مكانه ، و لكل مقام مقال .
والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب ، و أن يكون المزاح بقدر معقول ، و في حدود الاعتدال والتوازن ، الذي تقبله الفطرة السليمة ، و يرضاه العقل الرشيد ، و يلائم المجتمع الإيجابي العامل ، و لهذا كان التوجيه النبوي : " و لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " فالمنهي عنه هو الإكثار والمبالغة .
فالإسلام يحض المسلم على أن يكون آلفا بساما مرحا خلوقا ، كريم الخصال ، حميد الفعال ، حسن المعشر . و لا مانع من أن يجمع المسلم مع الجد ـ الذي يسعى إليه ـ روح الدعابة ، و فكاهة الحديث ، و عذوبة المنطق ، و طرافة الحكمة .
و لكن ليس للإنسان أن ينطلق في الضحك والمرح والمزاح كما يشاء ، فهناك وقت للضحك و أوقات للجد والعمل ، والإفراط في أي شيء يخرجه من دائرة المباح إلى دائرة المحظور ، و قد قال عمر : " من كثر ضحكه قلّت هيبته ، و من مزح استخف به " . و قال الأحنف : " كثرة الضحك تذهب الهيبة ، و كثرة المزاح تذهب المروءة ، و من لزم شيئا عرف به " ، و قال أبو الحسن البصرى : " و أما الضحك فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة ، مذهب عن الفكر في النوائب الملمة ، و ليس لمن أكثر منه هيبة و لا وقار" .
و من المحظور في الضحك أن يكون على حساب المبادئ الأخلاقية كالضحك على النكات الإباحية أو العدوانية ، ففي ذلك استخفاف بالعقول والأخلاق ، و يجب تجنب الكذب و قول الزور بهدف إضحاك الناس كالذين يتصدرون المجالس و يلفقون القصص المضحكة والحكايات المثيرة لإضحاك الناس و مباسطتهم ، فقد نهى الإسلام عن ذلك ، و هدد الرسول ( ص ) من يفعل ذلك بالويل في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ، ويل له " .

وأسوتنا في ذلك هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد كان- رغم همومه الكثيرة والمتنوعة- يمزح ولا يقول إلا حقًّا، وكان بسّامًا، وكان لا يحدث بحديث ـ كما قال أبو الدرداء- إلا تبسم، وكان يحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.

وقد وصف الصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأنه كان من أفكه الناس، وكان في بيته- صلى الله عليه وسلم- يمازح زوجاته ويداعبهن، ويستمع إلى أقاصيصهن، فقد تسابق
مع أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- فسبقته في المرة الأولى، وبعد مدة تسابق معها فسبقها، فقال لها: "هذه بتلك"، أي واحدة بواحدة.

وقد روي أنه وطّأ ظهره للحسن والحسين، في طفولتهما ليركبا، ويستمتعا دون تزمت ولا تحرج، وقد دخل عليه أحد الصحابة ورأى هذا المشهد فقال: نعم المركب ركبتما، فقال
عليه الصلاة والسلام: "ونعم الفارسان هما"!

وفي مرة أخرى وجدنا النبي – صلى الله عليه وسلم- يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها: " يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز" فبكت المرأة، حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها – صلى الله عليه وسلم-: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء، وتلى عليها قول الله تعالى في نساء الجنة: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا" (الواقعة: 35 – 37) .
وكان- صلى الله عليه وسلم- يحب إشاعة السرور والبهجة في حياة الناس، وخصوصًا في المناسبات .
فالحياة رحلة شاقة، حافلة بالمتاعب والآلام، ولا يسلم الإنسان فيها من المصائب والمشاق والبلايا التي تعكر صفوها، ولهذا كان الناس في حاجة إلى مواقف ومحطات للترويح تخفف عنهم بعض عناء رحلة الحياة، وكان لا بد لهم من أشياء يروحون بها عن أنفسهم، حتى يضحكوا ويفرحوا ويمرحوا، ولا يغلب عليهم الغم والحزن والنكد، فينغص عليهم عيشهم، ويكدر عليهم صفوهم.. ومن هذه المحطات الفكاهة والمرح، وكل ما يستخرج الضحك من الإنسان، ويطرد الحزن من قلبه، والعبوس من وجهه، والكآبة من حياته.

ومواقف الضحك والمرح في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – كثيرة، فقد روي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلاً دميمًا قبيحًا، فلما بايعه النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء (يقصد عائشة)- وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب- أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها؟!، وعائشة جالسة تسمع، فقالت: أهي أحسن أم أنت؟ فقال: بل أنا أحسن منها وأكرم، فضحك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من سؤالها إياه؛ لأنه كان دميمًا.

وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو؟ أهو الذي بعينه بياض؟" قالت: والله ما بعينه
بياض! فقال: "بلى إن بعينه بياضًا" فقالت: لا والله، فقال-صلى الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض".

وقد أذن النبي- صلى الله عليه وسلم- للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد، وكان يحرضهم ويقول: "دونكم يا بني أرفدة" وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وهم يلعبون ويرقصون، ولم ير في ذلك بأسًا ولا حرجًا.


واستنكر- صلى الله عليه وسلم- يومًا أن تزف فتاة إلى زوجها زفافًا صامتًا، لم يصحبه لهو ولا غناء، وقال: "هلا كان معها لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، أو الغزل". وفي بعض الروايات: "هلا بعثتم معها من تغني وتقول: أتيناكم أتيناكم.. فحيّونا نحييكم".

وكان أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان في خير قرون الأمة يضحكون ويمزحون، اقتداء بنبيهم- صلى الله عليه وسلم- واهتداء بهديه، حتى إن رجلاً مثل عمر بن الخطاب- على ما عرف عنه من الصرامة والشدة- يروى عنه أنه مازح جارية له، فقال لها: خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام! فلما رآها ابتأست من هذا القول، قال لها مبينًا: وهل خالق الكرام واللئام إلا الله عز وجل؟
وقد اشتهر بعض الصحابة بالفكاهة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- وأقره عليه، واستمر على ذلك من بعده، وقبله الصحابة، ولم يجدوا فيه ما ينكر، برغم أن بعض الوقائع المروية في ذلك لو حدثت اليوم لأنكرها البعض أشد الإنكار.

ومن هؤلاء المعروفين بروح المرح والفكاهة والميل إلى الضحك والمزاح: "نعيمان بن عمر الأنصاري" رضي الله عنه، الذي رويت عنه في ذلك نوادر عجيبة وغريبة، وقد ذكروا أنه
كان ممن شهد العقبة الأخيرة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، والمشاهد كلها.

وقد روى عنه الزبير بن بكار عددًا من النوادر الطريفة في كتابه " الفكاهة والمرح " ..
قال: كان لا يدخل المدينة طُرفة إلا اشترى منها نعيمان، ثم جاء بها إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فيقول: هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطالب نعيمان بثمنها، أحضره إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- قائلاً: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: " أولم تهده لي؟" فيقول: إنه والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله يا رسول الله! فيضحك، ويأمر لصاحبه بثمنه
وروى ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل مع الصحابة تمراً... وكان لكل صحابي موضعاً يضع فيه نوى التمر... فكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يضع النوى الذي يخرجه من التمر في موضع نوى الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أراد أن يمزح مع النبي فقال له... ما هذا أأكلت كل هذا التمر يا رسول الله ؟ فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأنت يا علي أتأكل التمر بالنوى..
و روى الزبير قصة أخرى من نوادر نعيمان قال : دخل أعرابي على النبي( ص ) و أناخ ناقته بفنائه ، فقال بعض الصحابة لنعيمان : لو عقرتها فأكلناها ، فإنا قد قرمنا إلى اللحم ؟ ففعل ، فخرج الأعرابي وصاح : واعقراه يا محمد ! فخرج النبي ( ص ) فقال : " من فعل هذا ؟ " فقالوا : نعيمان ، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباغة بنت الزبير بن عبد المطلب ، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد ، فأشار رجل إلى النبي ( ص ) حيث هو فأخرجه فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ " قال : الذين دلوك عليَّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك قال : فجعل يمسح التراب عن وجهه و يضحك ، ثم دفع ثمنها للأعرابي
من نوادر البخلاء
دخل أحد البخلاء دكانا لبيع الأدوات المنزلية, وطلب شراء مصيدة للفئران عرض عليه صاحب الدكان واحدة, وبدأ يشرح له طريقة استعمالها.
فقال: هنا تضع قطعة الجبن, فيدخل الفأر المصيدة ليأكلها,وما أن يقضم جزءاً منها حتى تنطبق عليه المصيدة.
فقال البخيل على الفور: أريد مصيدة يموت فيها الفأر قبل أن يأكل الجبن!!

مشى بخيل وابنه مع جنازة وكانت امرأة تنوح وتصرخ إلى أين يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه,ولا غطاء , ولا خبز ولا ماء!؟
فقال ابن البخيل لأبيه: هل سيذهبون به إلى بيتنا؟

البخيل الأول: لماذا أنت حزين هكذا؟ البخيل الثاني: لأن ثمن البنزين ارتفع كثيرا! البخيل الأول: ها، ها، لقد اشتريت سيارة إذا؟ البخيل الثاني: لا .. اشتريت ولاعة!
ذهب رجل بخيل إلى أحد الأطباء ليكشف عن علته ويصف له الدواء. وكان الطبيب يتقاضى على الكشف للمرة الأولى ثلاثة جنيهات، وفي المرة الثانية جنيهين، وفي المرة الثالثة جنيها واحدا. فقال الرجل البخيل للطبيب: - لقد سبق أن عرضت نفسي عليك مرتين قبل الآن، وهذه المرة الثالثة، فأرجو آن تبحث حالتي الآن وتصف لي العلاج المناسب، وهاك جنيها أجرة الكشف. وفطن الطبيب لهذه الحيلة، فأجرى الكشف على الرجل، ثم كتب له الوصفة الآتية: يعاد استعمال الدواء السابق مرة ثالثة .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
صندوق المواعظ | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .