أول زيارة للشيخ محمد حسان لمسجد رسول الله

الشيخ محمد حسان ||

لا أنسى أبداً أول عيدٍ قضيتُ في مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكان عيد الاضحى !

والذي جعلني لاأنسى هذا العيد أبدا .. أن الله عزوجل قد ابتلاني في هذا العيد بأني ذهبت الى
 المسجد النبوي ليلا في وقت كانت فيه أبواب المسجد (تُغلّق) ..
...

فذهبت الى الباب الأول فوجدت الباب يُغلق في وجهي ، وذهبت الى الباب الثاني فوجدته مُغلقا .. وذهبت الى الباب الثالث وأنا أجري ومعي بعض أحبابنا من طلبة العلم يستغربون !.. لماذا أجري ، وكلما وجدت باباً يُغلق أول مُغلقا .. بكيت !

وفي المرة الأخيرة إرتفع صوتي بالبكاء .. فلما صدني الأخ على الباب أن أدخل الى مسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. جلست بعد ذلك وقد فقدت الأمل أن أدخل المسجد الليلة !

فجلست خارج الباب أبكي وارتفع صوتي ..
لكن الله جبرني .. فلا أنسى أبدا هذا اليوم وهذه الليلة الكريمة ..

وإذ بأحد إخواننا الضباط السعوديين أسال الله ان يحفظهم بحفظه .. يخرج من المسجد .. فلفتَ نظرُه بكائي .. فتوقف وقال لماذا تبكي ياشيخ .؟ فارتفع صوتي بالبكاء .!

فاخبره أحد أحبابنا من طلابنا كان معي وقال له الشيخ يبكي لأنه لاول مرة ياتي الى هذه البلاد المباركة وهو محبٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يود أن لو دخل الليلة ليسعد بالسلام على رسول الله .. لكنه ماذهب الى باب إلا وجد الباب مغلقا إو يغلق في وجهه .!

يقول الشيخ : وأنا في هذه البكاء إذ به يضرب على كتفي ويقول "قم ياشيخ"! وأخذني بيده وأدخلني الروضة الشريفة ..

وكنت أقف وحدي أمام قبر سيدنا رسول الله لأشرف وأسعد بالسلام عليه .. وساعتها شعرت برحمة من الله وبفضل وبكرم غامر لا أنساه ..

لأني شعرت أنني لست أهلا لأن أقف وحدي لأسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسال الله تبارك وتعالى أن يرزقنا شفاعته وصحبته يوم القيامة بحبنا لهُ وإن قصّرت أعمالنا ..

فهو القائل (المرء مع من أحب يوم القيامة )
فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بحبه إنه ولي ذلك والقادر عليه ..